د. هشام عناني
مستشار أول كايزن للاستشارات

في عالم اليوم أصبحت البيانات والتقنية عنصرين لا غنى عنهما لاتخاذ قرارات فعّالة وتحقيق التميز المؤسسي. لكن السؤال المهم هو:
كيف نحقق التوافق بين استراتيجية الأعمال واستراتيجية البيانات وتقنية المعلومات؟ 

 الجواب يكمن في نموذجين رائدين يستخدمان لتحقيق هذا التوافق: 

  1. نموذج التوافق الاستراتيجي    (SIM) 
  1. نموذج معلومات أمستردام     (AIM) 

نموذج التوافق الاستراتيجي    (SIM) 

نموذج التوافق الاستراتيجي (Strategic Alignment Model – SIM) تم تطويره بواسطة هيندرسون و فينكاترامان لتحقيق الاتساق بين استراتيجيات الأعمال واستراتيجيات تقنية المعلومات بشكل متكامل، لضمان استخدام البيانات والتقنية بطريقة تدعم الأهداف طويلة المدى للمؤسسة. 

 

مكونات نموذج    SIM 

نموذج التوافق الاستراتيجي يعتمد على أربعة مكونات رئيسة: 

  1. استراتيجية الأعمال (Business Strategy): 
  • تحدد الأهداف الكبرى للمؤسسة واتجاهاتها التجارية. 
  • تشمل عناصر مثل: النمو، التوسع، وتحقيق التميز التنافسي. 
  1. استراتيجية تقنية المعلومات (IT Strategy): 
  • تتعلق بكيفية استخدام التقنية لدعم وتحقيق أهداف استراتيجية الأعمال. 
  • تشمل تطوير الأنظمة التكنولوجية، البنية التحتية، والتطبيقات التي تسهم في تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف. 
  1. البنية التحتية التنظيمية (Organizational Infrastructure): 
  • تتعلق بالبنية التنظيمية والعمليات الداخلية التي تدعم استراتيجية الأعمال واستراتيجية تقنية المعلومات. 
  • تشمل الثقافة المؤسسية، هيكل الفرق، والسياسات التي تحكم العمل. 
  1. البنية التحتية لتقنية المعلومات (IT Infrastructure): 
  • تتعلق بأنظمة تقنية المعلومات الأساسية التي تضمن استمرار العمليات، وتشمل الخوادم، الشبكات، وقواعد البيانات التي تدعم الاستخدام اليومي للتقنية في المؤسسة. 

 

كيفية عمل نموذج SIM 

نموذج SIM يوضح أن هناك تفاعلًا بين هذه المكونات الأربعة. بحيث يكون التوافق بين هذه المكونات ضروريًا لتحقيق النجاح. على سبيل المثال: يجب أن تكون استراتيجية تقنية المعلومات مصممة لدعم استراتيجية الأعمال وليس مجرد أنظمة قائمة بذاتها. كذلك، يجب أن تكون البنية التنظيمية قادرة على دعم التنسيق بين فرق تقنية المعلومات والأعمال. 

  • استراتيجية الأعمال تتطلب استراتيجية تقنية المعلومات التي تدعم أهدافها. 
  • البنية التحتية التنظيمية يجب أن تتوافق مع البنية التحتية لتقنية المعلومات لضمان تيسير التعاون وتنفيذ الاستراتيجيات. 

 

نموذج معلومات أمستردام      (AIM) 

 

التعريف 

نموذج معلومات أمستردام (Amsterdam Information Model – AIM) تم تطويره بواسطة: 

 Abcouwer, Maes, and Truijens وهو إطار عمل تم تطويره لربط استراتيجية الأعمال مع تقنية المعلومات في المؤسسة. يشير هذا النموذج إلى العلاقات التي تؤثر على كيفية إدارة المعلومات في المؤسسات، ويأخذ في الاعتبار الهيكلة التنظيمية، الثقافة المؤسسية، والتكتيك، مما يعزز القدرة على استخدام البيانات بشكل استراتيجي. 

 

مكونات نموذج      AIM 

يتألف نموذج AIM من مصفوفة بها 9 خلايا أو عناصر مترابطة، تنقسم إلى ثلاث طبقات رئيسة: متداخلة من الخارج إلى الداخل الاستراتيجية، التكتيك، والعمليات. يركز هذا النموذج بشكل رئيس على حوكمة البيانات وجودتها في سياق الأعمال. 

 

 المستوى الأول – الاستراتيجية: 

  •  استراتيجية الأعمال وحوكمتها: تحديد الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة. 
  • استراتيجية المعلومات وحوكمتها: توجيه استراتيجيات المعلومات لدعم اتخاذ القرارات. 
  • استراتيجية تقنية المعلومات وحوكمتها: كيفية استخدام التقنية لتحقيق أهداف استراتيجية الأعمال. 

 

المستوى الثاني – التكتيك: 

  • الهيكل التنظيمي والعمليات: تنظيم المؤسسة لضمان التكامل بين الأقسام لتحقيق الاستراتيجيات. 
  • هندسة المعلومات والتخطيط: تخزين وتنظيم المعلومات لضمان الوصول إليها بكفاءة. 
  • البنية التحتية لتقنية المعلومات والتخطيط: التخطيط لاستخدام بنية تقنية المعلومات لدعم استراتيجيات المؤسسة. 

 

المستوى الثالث – العمليات: 

  • تنفيذ الأعمال: تحويل الاستراتيجيات إلى إجراءات وعمليات قابلة للتنفيذ. 
  • إدارة واستخدام المعلومات: ضمان إدارة البيانات بفعالية ودعم اتخاذ القرارات. 
  • خدمات تقنية المعلومات: تقديم خدمات تقنية المعلومات لدعم الأعمال وتحقيق الجودة. 
  •  

العلاقات بين المكونات 

النموذج يشمل عناصر متعددة تؤثر في إدارة البيانات وتقنية المعلومات: 

  • منظور أفقييربط بين استراتيجية الأعمال واستراتيجية تقنية المعلومات. 
  • منظور عمودي:  يربط بين استراتيجية الأعمال وعمليات الأعمال التشغيلية اليومية. 
  • حوكمة البيانات وجودتها: تُعد هذه الركيزة من أساسيات   AIM، حيث تضمن أن البيانات تُدار بكفاءة في جميع مستويات المنظمة. 

كيفية عمل نموذج AIM 

نموذج AIM يعزز من التواصل بين الفرق الفنية والأعمال. فهو يضمن أن استراتيجية البيانات تتوافق مع الاحتياجات التشغيلية، مما يجعل تقنية المعلومات عنصرًا حيويًا في استراتيجية العمل. كما يعزز من حوكمة البيانات ويشجع على تحسين الجودة لضمان فاعلية استخدام البيانات عبر المؤسسة. 

 

لذا وفي ظل التغيرات السريعة، فإن المؤسسات التي توفّق بين التقنية واستراتيجياتها الخاصة بالأعمال والبيانات ستتمكن منقيادة السوق،  اتخاذ قرارات أذكى،  والاستفادة من التحول الرقمي بأقصى طاقته. 

 

هل مؤسستك تطبق أحد هذه النماذج؟ 

  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *